مع قدوم عيد الأضحى المبارك يتردد الكثير من المرضى من تناول لحوم الضان، نظرا لأن اللحوم ممكن أن تسبب ضررا بالغا على صحتهم، فإذا كنت تعانى من أمراض الكبد أو الكلى فنقدم لك بعض النصائح عليك أن تتبعها لكى لا يكون هناك ضررا على صحتك.
يقول الدكتور حسين عبد الحميد، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد رئيس الرابطة الأفريقية الشرق أوسطية للجهاز الهضمى:
إن اللحوم بالنسبة للأصحاء ضرورية ويستحب تناولها بكميات معتدلة تقدر بحوالى نصف إلى 1 جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم، فالشخص الذى يزن مائة كيلو جرام لا يحتاج إلى أكثر من 100 جرام من البروتين يوميا، وهى كمية قليلة حيث تحتوى اللحوم على بروتينات ودهون وحديد، بالإضافة إلى بعض الفيتامينات وتزداد نسبة الدهون فى اللحوم السمينة مثل الضان عن مثيلاتها فى لحوم البتلو على سبيل المثال، ولذا فإن الإكثار من تناول اللحوم على المدى الطويل وليس بالطبع على مدى بضعة أيام العيد يؤدى إلى بعض الآثار الضارة الأثر الأول هى ارتفاع نسبة حامض البوليك فى الدم، نظرا لتحلل البروتين الحيوانى داخل الجسم إلى هذه المادة وحمض البوليك هو العامل المؤدى إلى التهاب فى المفاصل الذى يعرف بالنقرس أو داء الملوك.
وقد سمى كذلك لأنه فى وقت ما كان تناول اللحوم مقصورا على الأغنياء الأثر الثانى للإفراط فى تناول اللحوم، وخصوصا الضان هو ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون فى الدم، نظرا لأن الدهون الموجودة فى اللحم هى دهون مشبعة أشبة بالسمن الأثر الثالث للإسراف فى تناول اللحوم هو ارتفاع نسبة الحديد فى الدم وهو أثر قد يكون مفيدا لمرضى الأنيميا أو فقر الدم، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للمصابين بأمراض الكبد المزمنة، ولهذا ينصح دائما بالإقلال من اللحوم على المدى الطويل لتجنب الإصابة بارتفاع الكولسترول وحمض البوليك ولكنها بالنسبة للأنيميا مفيدة بلا شك.
أما بالنسبة لأمراض الكبد المزمنة فيمكن تقسيمهم إلى قسمين الأول هو النوع المتكافئ ونعنى بة قيام الكبد بوظيفته بطريقة شبة طبيعية، بالرغم من وجود المرض وهؤلاء ينصح لهم بتناول الطعام بصورة طبيعية شأنهم فى ذلك شأن الأصحاء النوع الثانى هو أمراض الكبد النشطة أو المصحوبة بالفشل الكبدى، ويأتى على رأس هؤلاء مرضى الغيبوبة الكبدية وهؤلاء لابد لهم من الامتناع أو تقليل تناول اللحوم بصفة مستمرة، لتجنب ارتفاع الامونيا فى الدم وهى أحد العوامل المسببة للغيبوبة.
وينصح أيضا بتقليل تناول اللحوم بالنسبة لمرضى الفشل الكلوى لتجنب ارتفاع البولينا فى الدم.
ويؤكد أن الشخص الطبيعى يمكنه أن يتناول ما يشاء من اللحوم على المدى القصير وليس فى هذا أى ضرر بتاتا بخلاف ما قد يصيب البعض من التخمة أو الارتباك المعوى، وهى ليست أمراضا بالمعنى المفهوم، وأنا ضد مهاجمة العادات الغذائية الاحتفالية لأى شعب من الشعوب، بمعنى أن المصريين على سبيل المثال يحتفلون بعيد الأضحى بتناول اللحوم كما يحتفلون بعيد الفطر بتناول الكحك وهى عادات غذائية ليس فيها ضرر البتة بشرط عدم الإفراط وعدم اتخاذها كعادة دائمة هذا، بالإضافة إلى أن تناول لحم الأضحية هو جزء من السنة النبوية الواجب إتباعها والمحافظة عليها.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع